...بالعربى

بدون عنوان

كعادتى قمت بشراء جميع الصحف الاسبوعية يوم الخميس فى طريق عودتى الى البيت حيث أفضل كثيرا القراءة كل خميس لهدوء المنزل حيث تخرج زوجتى مع أصدقائها بإصطحاب الاطفال فيكون المنزل هادئا تماماو بالمرور و قراءة كل صحيفة تلو الاخرى من سياسية الى إجتماعية الى رياضية توقفت كثيرا عند بعض الصحف التى تثير حفيظتى من كثرة الأخبار السلبية و الانتقادات اللاذعه و فى أوقات كثيرة المتجاوزة لحدود الأدب و اللياقة . نعم .. هناك أشياء سلبية كثيرة تحدث و هناك فساد فى المجتمع المدنى و هناك تجاوزات لا أقبلها فى حق المواطنيين و هناك بعض الوزراء الذين يحتاجون الى إعادة النظر فى أشياء كثيرة داخل وزاراتهم و لكن ان لا يوجد خبر إيجابى واحد فى جريدة مكونة من 23 صفحة !! هل هذا يعقل . نعم هناك سلبيات كثيرة كما ذكرت و لكن ألا يوجد خبر إيجابى واحد يستحق الذكر فى تلك الصحف؟!! لذلك قررت أن أقوم بعمل إحصاء بسيط جدا فى تلك الصحف لمعرفة كم خبر إيجابى يتم نشره فى أى من تلك الأعداد الاسبوعية ، نعم كنت أعلم مدى سلبية تلك الصحف و لكن لم أتخيل أننى لن أستطيع إيجاد خبر إيجابى واحد " يوحد الله" و إليكم ما توصلت إليه بعد حصرى للأخبار فى أربع من تلك الصحف التى أطلق عليها صحف سوداء و ليست حتى صفراء. الصحيفة الاولى تتكون من 18 صفحة و الثانية 23 صفحة و الثالثة 24 صفحة و الرابعة 20 صفحة و لا يوجد فى أى من الصحف الاربع أى خبر إيجابى كالآتى:
عناوين الصفحات الرئيسيه للصحف : زيادة البطاله – تدهور الصحة –وزير يتربح من الوظيفة و يخلالف الدستور – فضائح حزب الرئيس : أحياء فى المقابر و 12 مليونا بلا مراحيض و مسئولون يمارسون الجنس فى المكاتب - فضيحة الحكومه تمنح
تراخيص المخابز بالرشاوى، الصفحات الثانية : دراسة اقتصادية فى شهادة فقر لكل موظف فى 2010 – مليون و عشرون الف مصرى يركبهم الجن والعفاريت – بعد الخصخصة .. 400 عامل فى الغازات الصناعيه فى مهب الريح ،الصفحات الثالثة : اجراء وزارة الداخية على الطعن ضد احكامنا بدفعنا للتزوير – البنية التحتيه للحكومه غرقت ف شبر ميه،الصفحات الرابعة : ارتفاع معدلات البطاله – اصابه % 17 من المواطنين بالفيروسات الكبدية – الحكومة تدعم المواطن ب 65 قرشا و تأخذ منه ضرائب 5 جنيهات يوميا. الصفحات الخامسة : إرتفاع معدلات البطالة – فساد فى منح التراخيص و اخفاء الجرائم المتعلقة برغيف العيش ، الصفحات السادسة : تراجع سمعة الدواء المصرى عالميا – وقائع فساد و اهدار المال العام ، الصفحات السابعة: أسرار و كواليس و مشاجرات و سب دين – الوعود الزائفه تسبب انتشار الجريمة و الانفجار النفسى للمواطن ،الصفحات الثامنة: احجز تربة بس ادفع 5 آلاف جنيها – المصريون يشكون من ضياع الامان النفسى – دعوة الى الثورة سرقوا مستندات قضيتى ، الصفحات التاسعة: بالمستندات ..الأموال التى حصلت عليها جمعيه شقيق المحافظ من البنوك و الشركات ، الصفحات العاشرة: مخاوف من استحواذ السوق السوداء على عقار الخنازير الصفحات الحادية عشر: الحزب الحاكم تسبب فى الفساد- وصمة فى جبين مجلس الشعب – سيناريو الإهمال الطبى مستمرا، الصفحات الثالثة عشر : إهدار المال العام و إبتزاز نجوم الغناء ،الصفحات الرابعة عشر: "تقفيصه" الوطن والسكن – المرضى يسألون بأى ذنب يقتلون ، الصفحات الخامسة عشر : تشريد الأهالى بسبب الصرف الصحى – القانون و رجال الشرطة لا يوفرون الحماية لأطفال الشوارع فى الاقسام – مواطن يتهم إدارة الحراسات بالاستيلاء على أرض قيمتها مليلر جنيه ، الصفحات السابعة عشر : مهازل و فضائح فى حفل جمعية التضامن اللبنانية – الحكومة بتموت الشعب ، الصفحات الثامنة عشر : المنتصر بالله : أحمد الله انه تم تكريمى و أنا مازلت على قيد الحياة ، الصفحات الاخيرة : أجواء مباراة مصر و الجزائر تسيطر على مهرجان القاهرة السينمائى - استاد الاسكندرية يتحول الى مقلب زبالة بعد شهرين و نصف من افتتاحه و انفاق 43 مليون جنيه على تطويره – اضطراب حركة سير قطارات الصعيد و تأخرها 10 ساعات عن الوصول أمس.

بغض النظر عن تصديقى لتلك الأخبار من عدمه .. ألا يوجد اى خبر أو موضوع أو مقال إيجابى يعطى بصيصا من الأمل ؟!!! فسؤالى لتلك النوعيه العجيبة من البشر القائمين على تلك الصحف : "طيب لمّا البلد سودا كده ماتسيبوها بقه و تحلوا عنّا !!"